الدراسة السكانية والاجتماعيةلإقليمي التل وصيدنايا.

تتصف منطقة الدراسة بجملة من السمات الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بها، والتي تجعلها ذات خصوصيات تنفرد فيها إذا ما قورنت بالتجمعات السكانية الأخرى في ريف دمشق، أو غيرها من الأقاليم، فعلى الرغم من أنها تتصف بتنوع اجتماعي وسكاني واسع شأنها شأن الكثير من الأقاليم الأخرى في سورية، إلا أن الخصوصيات الثقافية والحضارية التي تتجلى في انتشار الأديرة ودور العبادة التي تكتسب بعداً ثقافياً بالإضافة إلى بعدها الديني، كما هو الحال في ناحية صيدنايا، ظهرت بشكل واضح في الخصائص السكانية عامة، بما في ذلك معدلات الخصوبة، والزيادة السكانية وأشكال التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والأسر، والتي تدل في معظمها على انخفاض معدلات الخصوبة، وتناقص معدلات النمو بصورة عامة، وقد تعزز ذلك في سياق الأشكال الخاصة للإنتاج والعمل الاقتصادي، والذي يلاحظ فيه تناقص نسبة العاملين في القطاع الزراعي وارتفاع نسبة العاملين في الخدمات والنشاطات السياحية.
وعلى طرف آخر تلاحظ أيضاً مجموعة أخرى من التجمعات السكانية التي تتصف بخصوصيات اجتماعية وثقافية مختلفة نسبياً، كما هو الحال في ناحيتي رنكوس والتل، وقد تركت هذه الخصوصيات آثارها واضحة في الخصائص السكانية التي تجلت في ارتفاع معدلات الخصوبة، وزيادة السكان، وقد ساهمت ظروف العمل وأشكال الإنتاج وبخاصة العمل الزراعي والرعوي في تعزيز خصائص سكانية تختلف نسبياً عن الخصائص التي المشار إليها ناحية صيدنايا.
كما تتصف المنطقة في مجملها عامة، بأنها قريبة من الحدود السورية اللبنانية، الأمر الذي جعل لها خصوصيات تتمثل في نمو مجموعة من الأعمال ذات الطابع التجاري، الرسمي تارة وغير الرسمي تارة أخرى، ويبدو ذلك بشكل واضح في ناحية رنكوس.
وبالنظر إلى الخصوصيات المكانية وضعف فرص العمل في المنطقة، فقد اندفع عدد من أبنائها في الفترة السابقة للعمل خارجها، ومنهم في دول عربية أخرى، وقد شكل هؤلاء واحداً من مصادر التغيير التي شهدتها المنطقة خلال السنوات العشر السابقة، وقد تجلت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في ارتفاع الحركة العمرانية والحراك السكاني فتعمق التواصل مع المدينة الأم دمشق، وجذبت المنطقة كميات كبيرة من الاستثمارات المالية، غير أن ذلك ظهر بنسب مختلفة بين المناطق والتجمعات المكونة للإقليم، فارتفعت معدلات النمو بصورة كبيرة في بعض التجمعات وانخفضت بنسبة كبيرة في تجمعات أخرى.
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات العملية التي من شأنها أن تسهم في دفع عجلة التنمية قدما إلى الأمام، على مستوى الإقليم في ذاته، وعلى مستوى ارتباطاته مع الأقاليم الأخرى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق