التواصل بين الأجيال



    تأخذ عملية التواصل الاجتماعي بين الأجيال أشكالاً مختلفة بحسب مستويات التضافر الاجتماعي وترابط المكونات الثقافية والحضارية في المجتمع من جهة، وبحسب مستويات تفاعل المجتمع المعني مع المجتمعات المجاورة له من جهة أخرى، ففي الوقت الذي تسهم فيه مستويات التضافر الاجتماعي وترابط المكونات الثقافية والحضارية في المجتمع في توضيح أشكال العلاقة بين الأجيال، يمكن لأنماط التفاعل التي يقيمها المجتمع المعني مع المجتمعات الأخرى أن تسهم في تعزيز تلك الأشكال، أو تقويض دعائمها والعمل على صياغة أشكال جديدة لم يكن المجتمع يعرفها من ذي قبل.
     وعلى الرغم من التغيرات الواسعة التي يشهدها المجتمع في الجمهورية العربية السورية منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن، غير أن ملامح أساسية في بنية العلاقات الاجتماعية ما زالت مستقرة، وتؤدي وظائفها الحيوية بالنسبة إلى كل شريحة اجتماعية من الشرائح المعنية بعملية التواصل، وفي الوقت ذاته يلاحظ أيضاً أن أنماطاً جديدة من عمليات التواصل بدأت تظهر بشكل واضح، وتنتشر بقوة في الوسط الاجتماعي وتلقى قبولاً حسناً بين الأجيال المتعاقبة.
      ويمكن التمييز بين ثلاثة أنماط من عمليات التواصل تنتشر في المجتمع العربي السوري، هي التقليدية، والحديثة، والتوفيقية، أما التقليدية فتوصف بأنها ذات اتجاه واحد في أغلبها، وهي علاقة أبوية تقوم على سلطة الأب ووصايته على أبنائه، بينما توصف الحديث بأنها أقرب إلى الأشكال المعاصرة حيث تنتفي وصاية الأب على أبنائه، وتعطى الحرية للشباب في معظم تصرفاتهم وقراراتهم، كما يظهر نمط ثالث يأخذ موقع الوسط بين التقليدي والحديث، فيسلم بمبدأ وصاية الأب مع توسيع دائرة المشاركة باتخاذ القرارات دون انفراد أي من طرفي التواصل في هذه العملية.

       أما مواضيع التواصل فقد تنوعت بشكل واسع، منها على سبيل المثال قضايا الأصدقاء، والنفقات، والدراسة والعمل وغيرها، وقد تجلت الاتجاهات الرئيسية لعملية التواصل في هذه المواضيع كافة، وفي ضوء هذا التصور تتوزع محاور الدراسة بحسب مواضيع الاتصال الأساسية وهي التعليم، والعمل، والنفقات، والعلاقات الاجتماعية مع الأهل والأقارب، واختيار الأصدقاء، والعلاقة مع الجنس الآخر. 

المادة العلمية بتنسيق PDF

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق