مظاهر التغير في واقع المسنين في الجمهورية العربية السورية



تعد الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المسنون في المجتمع واحدة من مؤشرات التطور الاجتماعي في الدولة، وفي التجمعات السكانية التي تحتضنهم، فرعايتهم والاهتمام بهم والعمل على معالجة مشكلاتهم والتصدي لها يحمل في طياته أبعاداً إنسانية وأخلاقية واجتماعية متعددة، وهو بالإضافة إلى كونه واجباً إنسانيا وأخلاقياً ودينياً تقره الشرائع الدينية على اختلاف أشكالها يعد واجباً اجتماعياً أيضاً لما يحمله من قيم الوفاء للمسنين الذين أعطوا مجتمعهم قدراً كبيراً من حياتهم وجهودهم الأمر الذي يجعل الوفاء لهم واجباً اجتماعياً تقره العادات والتقاليد والأعراف السائدة، ويعرف المجتمع العربي خلال مراحل تطوره جملة من نظم القيم التي تجعل الوفاء للمسنين عنصراً أساسياً من عناصر المنظومة الثقافية العربية.
وفي ضوء هذا التصور تكمن أهمية البحث في واقع المسنين والتغيرات التي طرأت على الظروف الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بهم خلال الفترة الماضية الممتدة من عام 1994  حتى العام 2004، وهي تعتمد نتائج التعداد العام للسكان في العامين المذكورين، حيث تم الحصول على مجموعة البيانات المتاحة في التعدادين والتي يمكن مقارنتها مع بعضها بغية  الوقوف على حجم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة بحياة المسنين خلال الفترة المدروسة.
وتتوزع الدراسة في خمسة محاور أساسية يتناول الأول مظاهر التغير في واقع المسنين بحسب خصائصهم الأساسية، من حيث توزعهم في المحافظات، والجنس وفئات الأعمار ومستويات التعليم ودرجة انتشار الصعوبات الذهنية والحركية والحسية التي تجابههم، وفي المحور الثاني تأخذ الدراسة بتحليل الظروف الاجتماعية الخاصة بالوضع الأسري للمسنين من خلال ثلاثة مؤشرات أساسية تتعلق بالحالة الزواجية الراهنة، وإجمالي عدد المواليد للمرأة، والعدد الإجمالي للأبناء الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وفي المحور الرابع ترصد الدراسة جملة التغيرات التي طرأت على ظروف أسر المسنين وبخاصة فيما يتعلق بنمط المعيشة (ريف- حضر)، ونمط الأسرة (محدودة وممتدة)، ونمط الاستقرار (مستقر ووافد)، أما المحور الخامس فيتناول التغيرات التي طرأت على ظروف المسكن الذي يقيم فيه المسن، من حيث حيازة المسكن، ووسيلة مده بالمياه للأغراض المنزلية، ووسيلة الصرف الصحي المنتشرة في المساكن.
        وتنتهي الدراسة بالخلاصة والنتائج العامة التي انتهت إليها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق